التعليم المدمج هو نظام تعليمي يجمع بين المحاضرات الحضورية وجهًا لوجه في حرم الجامعة والتعليم الإلكتروني. يتيح هذا النظام للطلاب الاستفادة من مرونة التعلم عبر الإنترنت مع الحفاظ على التفاعل المباشر مع الأساتذة والطلاب الآخرين. وهو بذلك أحد أنظمة التعليم العالي الرسمية في جامعات مصر.

في السطور التالية، سنقدم لك دليلًا يجيب لك عن كل أسئلتك فيما يخص التعليم المدمج في حال كنت تفكر في التسجيل فيه.

مدة الدراسة في التعليم المدمج 4 سنوات على 8 فصول دراسية. خلال هذه السنوات الأربع، يدرس الطلاب مجموعة متنوعة من المواد والمساقات المصممة بعناية لضمان تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة في مجال تخصصهم. وفي نهاية البرنامج، وبعد اجتياز جميع الفصول الدراسية بنجاح، يكون الطالب مؤهلاً للحصول على درجة الليسانس أو البكالوريوس.

محاضرات التعليم المدمج تقام فقط يوم الجمعة من كل أسبوع، في اليوم الواحد محاضرتان أو ثلاث، وبالتالي يتم تقسيم مواد الترم إلى قسمين بحيث يكون القسم الأول في جمعة والقسم الثاني في الجمعة التي تليها، وهكذا. بمعنى، إذا كانت مواد الترم خمس مواد، فإذن مادتان محاضراتهما في أسبوع، والأسبوع التالي محاضرات المواد الثلاث الأخرى.

الدراسة في التعليم المدمج مهنية وليست أكاديمية، فما الفرق بين النوعين؟ ببساطةٍ، الشهادة المهنية توفر تجربة علمية  تركز على الجانب المهني أي تركز على احتياجات سوق العمل، وبالتالي فهي مناسبة أكثر لأصحاب الشهادات العليا الذين أتموا دراستهم الأكاديمية بالفعل ولكنهم يرغبون في توسيع نطاق معرفتهم لتعزيز مهاراتهم المهنية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن التعليم المدمج ليس من ضمن الجامعات الخاصة، وإنما هو نظام تابع لجامعة القاهرة، ويحاضر فيه أساتذة جامعة القاهرة.

من مميزات التعليم المدمج أن مصاريفه ليست مرتفعة مقارنة ببرامج دراسية أخرى، تتراوح مصاريف الترم الواحد بين 2000 و3000 جنيه حسب عدد المواد المسجلة. بالإضافة إلى ذلك، يحصل الطلبة المتفوقون على خصم لتحفيزهم على المزيد من الاجتهاد.

ليس الأمر معقدًا على الإطلاق، تحتاج للتسجيل في التعليم المدمج ما يأتي:

• أن تكون حاصلًا على شهادة الثانوية العامة أو الأزهرية أو ما يعادلهما والدبلومات الفنية، بشرط مرور عامين دراسيين على الأقل من تاريخ الحصول على المؤهل الدراسي. وبطبيعة الحال، الحاصلون على مؤهلات عليا بالفعل مؤهلون للقبول.
• أن تكون قد أتممتَ الخدمة العسكرية أو أُعفيت منها.

وللتسجيل، اتبع الخطوات التالية:

• انتظر موعد فتح باب التقديم.
• بمجرد فتح باب التقديم، توجه إلى مركز التعليم المدمج المقابل لجامعة القاهرة بمحاذاة مدينة الطلبة، مع إحضار الأوراق التالية:
  • صورة المؤهل الدراسي.
  • صورة شهادة الميلاد.
  • صورة الرقم القومي.
  • صورة شهادة الخدمة العسكرية للذكور.
• قدّم هذه المستندات، واختر التخصص الذي تريد الالتحاق به.
• بمجرد التسجيل، ستستلم استمارة بها موعد ومكان اختبار القبول.
• في حال اجتياز اختبار القبول، سيتعين عليك حينئذٍ إحضار أصول الأوراق المطلوبة -باستثناء بطاقة الرقم القومي طبعًا- مع 4 صور شخصية.
• ثم ستقوم بتسجيل مواد الترم الأول ودفع المصاريف.

في الموقع الإلكتروني للتعليم المدمج، يوجد لكل طالب صفحة شخصية يستطيع من خلالها إدارة كافة شئونه والاطلاع عليها، مثل جدول المحاضرات، وجدول الامتحانات، ونتائج الامتحانات، والمحاضرات التي ينشرها الأساتذة، وكذلك تسجيل المواد وغير ذلك من الأمور. يحصل الطالب على رقم التسجيل والرقم السري بعد قبوله في نظام التعليم المدمج وتقديم أوراق التسجيل. ولكن، تنبّه إلى أنه لن تتمكن من الدخول إلى الصفحة الشخصية للتعليم المدمج قبل الساعة 4 عصرًا.

توجد في نظام التعليم المدمج 8 برامج، إليك تفاصيل عن كل برنامج:

في كلية التجارة، يتوفر برنامج علوم الأعمال المدمج الذي يشمل تخصصات مثل إدارة الأعمال، المحاسبة، والتأمين. يتم تقديم هذه البرامج بطريقة تجمع بين المحاضرات الفعلية والموارد التعليمية عبر الإنترنت، مما يوفر للطلاب فرصة لتطبيق المعرفة النظرية في بيئات عمل حقيقية من خلال التدريب العملي والمشاريع.

يتاح في كلية التربية برامج متعددة تحت نظام التعليم المدمج، بما في ذلك برنامج إعداد معلمي مرحلة الطفولة المبكرة وبرنامج إعداد معلمي التربية الخاصة. هذه البرامج تسمح للطلاب بالجمع بين الدراسة النظرية عبر الإنترنت والتطبيق العملي في مؤسسات تعليمية حقيقية، مما يعزز من قدراتهم التعليمية والتربوية.

برنامج الترجمة باللغة الإنجليزية ضمن نظام التعليم المدمج يقدم للطلاب فرصة مثالية لتعلم مهارات الترجمة وتطويرها عبر منصات رقمية تفاعلية مع الاحتفاظ بتفاعلات وجهًا لوجه مع المحاضرين والخبراء. هذا البرنامج يسمح للطلاب بممارسة الترجمة الفورية والتحريرية عبر أنشطة تعليمية تعاونية تجمع بين النظرية والتطبيق العملي، مما يؤهلهم لسوق العمل العالمي.

برنامج علم النفس وتطبيقاته في النظام التعليمي المدمج يوفر للطلاب إمكانية دراسة النظريات النفسية وتطبيقها في بيئات عملية متنوعة. يجمع البرنامج بين الدروس الإلكترونية وورش العمل التفاعلية، مما يسهل على الطلاب تعلم كيفية تقديم الاستشارات وإجراء البحوث وتقييم البرامج النفسية بكفاءة.

في برنامج الدراسات التاريخية وحضارات العالم ضمن التعليم المدمج، يتمكن الطلاب من استكشاف الأحداث التاريخية المختلفة وتأثيراتها على الحضارات الحديثة من خلال مزج المحاضرات الرقمية بالدراسات الميدانية. هذا البرنامج يعزز فهم الطلاب للتحولات الثقافية والسياسية عبر العصور، ويجهزهم بالمهارات اللازمة لتحليل السياقات التاريخية بعمق.

برنامج علم الاجتماع التطبيقي في النظام التعليمي المدمج يتيح للطلاب الفرصة لدراسة البنى الاجتماعية وتأثيرها على الأفراد من خلال التعلم الإلكتروني المدعوم بالمشاركة المباشرة في مشاريع بحثية. يركز البرنامج على تطبيق المعارف النظرية في حل المشكلات الاجتماعية الحقيقية، مما يمنح الطلاب مهارات تحليلية وبحثية قيمة.

برنامج النشر والحفظ الرقمي ضمن التعليم المدمج يسلط الضوء على أهمية الحفظ الرقمي وإدارة المحتوى في العصر الرقمي. يتعلم الطلاب كيفية استخدام التكنولوجيا المتقدمة لحفظ الوثائق والمعلومات الرقمية وجعلها متاحة على نطاق واسع. يجمع البرنامج بين الدورات التقنية وورش العمل التطبيقية، مما يعدهم للمساهمة بفعالية في المجالات المعرفية والثقافية.

يوفر هذا البرنامج فرصة لدراسة اللغة العربية وآدابها والثقافة الإسلامية تحت نظام التعليم المدمج، مما يسمح للطلاب بدراسة النصوص والمواد الأكاديمية عبر الإنترنت بالإضافة إلى المشاركة في الندوات والمحاضرات المباشرة لتعميق فهمهم الثقافي واللغوي.

• المرونة في الحضور: حضور المحاضرات في نظام التعليم المدمج يوم الجمعة فقط، كما أن الحضور ليس إلزاميًا، يساعد ذلك الطلاب العاملين على الموازنة بين حياتهم المهنية ومواصلة تحصيلهم العلمي.
• مصاريف في المتناول: تتراوح مصاريف الترم في التعليم المدمج بين 2000 و3000 جنيه حسب عدد المواد التي يتم تسجيلها. بذلك يعتبر التعليم المدمج أقل تكلفة من برامج أخرى عديدة.
• التركيز على الجانب المهني: شهادة التعليم المدمج شهادة مهنية، بمعنى أنها تغلب الجانب المهني الذي يساعد الخريج على الانخراط بسهولة في سوق العمل، وإعطاء أهمية أقل للجانب الأكاديمي الذي قد لا يكون مفيدًا في سوق العمل.
• تعزيز التعلم الذاتي: يشجع التعليم المدمج الطلاب على تطوير مهارات التعلم الذاتي والبحث الذاتي، مما يساعدهم على أن يصبحوا متعلمين مستقلين.

تعزيز التفاعل: رغم أن جزءًا من الدراسة يتم عبر الإنترنت، يحافظ التعليم المدمج على جوانب من التفاعل الشخصي والمباشر بين الطلاب والمعلمين، مما يعزز العملية التعليمية.

• الحاجة للانضباط الذاتي: المرونة الموجودة في نظام التعليم المدمج يتطلب مستوى عاليًا من الانضباط الذاتي والمسؤولية من الطلاب، وقد يجد بعض الطلاب صعوبة في إدارة وقتهم بشكل فعال.
• محدودية التفاعل مع الأساتذة: بسبب قلة المحاضرات وجهًا لوجه مقارنة بالتعليم الجامعي النظامي، لا يحظى طلبة التعليم المدمج بالقدر الكافي من الوقت للتفاعل مع الأساتذة.

ختامًا، أكثر ما يميز التعليم المدمج هو المرونة التي تتيح للطلبة الذين أغلبهم من الموظفين الموازنة بين حياتهم المهنية ودراستهم الأكاديمية؛ الأمر الذي يدفع الكثيرين حتى من أصحاب المؤهلات العليا إلى الانضمام لهذا النظام لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم الأكاديمية.