9 من أفضل طرق وأساليب التدريس الحديثة
أساليب التدريس مصطلح متداول بكثرة في مجال التعليم ويتردد باستمرار في مجالات التربية سواء التقليدية أو الحديثة، وفي حقيقة الأمر هو ليس مجرد مصطلح بل إنه علم واسع الاتجاهات والأهداف، ومن خلال مقالنا اليوم نتعرف معًا على أهم أساليب التعليم أو التدريس بالإضافة لمعرفة ما هي استراتيجيات التدريس المختلفة والغرض منها وتعريفاتها المختلفة في مراجع التربية ومهارات التدريس.
تعريف أساليب التدريس
من الناحية الاصطلاحية هناك أكثر من تعريف لأساليب التدريس أو كما وردت في بعض المراجع أساليب التعليم، وقبل أن نتوجه لهذه التعريفات المختلفة يجب أن نُعرف أولًا مفهوم التدريس: “يعرف التدريس بأنه عملية أو نشاط مخطط هدفه إحداث تغيير أو نمو متكامل لدى المتعلم من خلال مجموعة من الإجراءات للوصول لأهداف واضحة ومحددة“.
أما فيما يخص الإجابة عن سؤال ما هي استراتيجيات التدريس أو تعريفها فهناك عدة تعريفات نذكر منها على سبيل المثال:
- التعريف الأول، أساليب التعليم أو التدريس هي الكيفية التي يقوم بها المعلم بتدريس موضوع ما بشكل يميزه عن أقرانه من المعلمين، فهي فنيات تعبر عن شخصية وأسلوب المعلم داخل فصله وكيفية تفاعله مع تلاميذه.
- التعريف الثاني يقول إن أساليب التدريس هي استراتيجية محكمة تتضمن وضع الأهداف والأفعال التي ينبغي على المعلم القيام بها بشكل منتظم بجانب تهيئة المناخ العام للتعليم.
- التعريف الثالث يقول إن أساليب التعليم بأنها سلسلة من النشاطات التي يقوم بها المدرس لتوصيل المعلومات للطلاب وتكون سببًا رئيسيًا في إكسابهم المعرفة وفاعلية العملية التدريسية.
- العريف الرابع يرى أن أساليب التعليم أو التدريس مجموعة من الإرشادات التي يقوم المعلم بإتباعها لكي تقوم بتوجيهه ورسم مسار عمله خلال شرح درس معين.
أهمية التعرف على طرق وأساليب التدريس
استكمالًا لحديثنا عن أساليب التدريس نشير إلى أن أهميتها كبيرة في العملية التعليمية وتحقيق الأهداف المنشودة من المناهج المختلفة، ويمكننا تلخيص أهمية أساليب التعليم أو التدريس فيما يلي:
- تنظيم عرض معلومات المادة الدراسية بشكل واضح ومرتب مما يفتح مجالًا أوسع للطالب لفهم المعلومات من البسيط إلى المعقد دون حدوث خلل في بناء المعلومة.
- تسهيل عمل المعلم بحيث يمكنه تقسيم أفكار الدرس تبعًا لطريقة محددة وعرضه في صورة أجزاء ترتبط كل منها بالجزء الآخر لإحداث التكامل المنهجي.
- غالبية أساليب التعليم تضمن مشاركة جميع الطلاب في عملية التدريس سواء بالإشتراك في الشرح أو المناقشة أو القيام بعملية التغذية الراجعة وفي كل الحالات يضمن ذلك تفاعل الطالب مع بيئته المحيطة وأقرانه وتنمية المهارات الإجتماعية لديه.
- تنوع أساليب التعليم يكفل للطالب اكتساب المهارات التي يحتاج إليها في كل مرحلة عمرية، حيث توصلت الأبحاث مؤخرًا إلى أن كل مرحلة لها مجموعة من أساليب التعليم التي يمكن اتباعها لضمان تحصيل الطالب أكبر قدر من المعارف بما يتلائم مع مهاراته العقلية والجسمانية.
- معرفة ما هي استراتيجيات التدريس الملائمة لكل مادة ومنهج تعني اختيار أفضل طريقة لتحقيق أهداف تدريس هذا المنهج من أهداف معرفية ومهارية ووجدانية، لذلك فإن المغزى من تنوع أساليب التدريس هو تحقيق أهداف كل منهج بشكل منفصل.
أشهر أساليب التدريس
ننتقل الآن إلى صلب ومحور موضوعنا اليوم حيث نتعرف من خلال السطور القليلة القادمة على إجابة لسؤالنا المطروح سلفًا “ما هي استراتيجيات التدريس”، حيث نقوم بعرض وتناول أهم أساليب التدريس المتبعة في مجال التعليم حاليًا مع عرض لأهم مميزاتها والمعوقات التي تحول دون استخدامها في بعض الأحيان.
طريقة حل المشكلات
طريقة حل المشكلات هي طريقة تعتبر من الطرق العلمية في مجال التدريس، ويتم فيها إتباع مجموعة من الخطوات المرتبة لتحقيق أهداف التعلم، وتكون هذه الخطوات كالتالي:
- الوصول للحل الأمثل والأصح للمشكلة، وتعتبر هذه الطريقة من أفضل أساليب التدريس التي تنمي مهارة حل المشكلات ومواجهة التغيرات الحياتية التي يتعرض لها الطالب باستمرار في مراحل عمره المختلفة.
- تحديد المشكلة وأبعادها عن طريق طرحها في هيئة سؤال يجب البحث له عن إجابة منطقية وعرض المشكلة في صورة نقاط تسلمنا كل نقطة فيهم إلى التي تليها.
- الاستماع إلى اقتراحات الطلاب بخصوص المشكلة وجمعهم للمعلومات الخاصة بها أو التي يمكن من خلالها الوصول لحلول سليمة.
- فتح المجال لطرح الأسئلة البناءة وتحديد أسباب حدوث المشكلة في الأساس -قد تكون المشكلة مثلًا ظاهرة طبيعية في مادة العلوم أو معادلة رياضية- والسماح بسماع جميع الآراء.
- الخطوة التالية يمكن فيها تقسيم الطلاب لمجموعات لطرح الحلول أو الاعتماد على التفكير الفردي لكل طالب والاستماع لحلولهم المختلفة حول الموضوع.
طريقة التعليم الإلكتروني
- نتابع إجابتنا عن سؤال ما هي استراتيجيات التدريس وننتقل لطريقة أكثر حداثة وهي طريقة التعليم الإلكتروني، وأهم سمات هذه الطريقة أنها:
- من أهم مميزات هذه الطريقة أنها تكسب الطالب مهارة الاعتماد على النفس ومهارات الاكتشاف والبحث والوصول للمعلومة بأكثر من طريقة.
- طريقة التعليم الإلكتروني هي طريقة حديثة ظهرت مع التقدم التكنولوجي العالمي الهائل، ومن خلالها يمكن تسخير كافة وسائل التكنولوجيا في مجال التعليم، بمعنى استخدام شبكة الإنترنت والأجهزة الإلكترونية المختلفة لخدمة التعليم ولمواكبة عصر العولمة.
- من أهم سمات هذه الطريقة أنها تحترم تطور عقلية الطلاب والبيئة المحيطة بهم، فتمكنهم من تطويع مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا لتحصيل أكبر قدر من العلم دون ملل أو صعوبة.
- طريقة التعليم الإلكتروني توفر للطلاب إمكانية الوصول للمعلومة في أي وقت وكل مكان، وذلك من خلال إتاحة المناهج المختلفة على نطاق واسع بالإضافة لإتاحة التعلم عن بعد والتواصل مع المعلم في أي وقت.
- في هذه الطريقة يمكن عدم الاعتماد بشكل كبير على وجود معلم ولكن لا بد من وجود منهج محدد وموجه بشكل صحيح من قابل خبراء وضع المناهج وطرق التدريس لتحقيق أهداف المنهج.
طريقة التعليم التعاوني
يسميه البعض التعليم المجتمعي أو الاجتماعي، وبجانب اكتساب الطالب لمحتوى تعليمي وتحقيق أهداف المنهج فهو يحقق أيضًا مجموعة من الأهداف الأخرى حيث يتصف بالآتي:
- إذا كنت تقوم بالتدريس لمجموعة من الطلاب يعانون من عدم القدرة على الإندماج والتفاعل بشكل صحيح وتتساءل ما هي استراتيجيات التدريس التي يمكن استخدامها معهم فهذه الطريقة هي الأفضل لمعالجة الأمر.
- التعليم التعاوني يعتمد في الأساس على تقسيم الطلاب لمجموعات للقيام بأنشطة الدرس أو شرح أجزاء محددة فيه، ويعتمد هذا النوع على الطلاب بشكل أكبر من اعتماده على المعلم نفسه والذي يقوم بدور توجيهي وإرشادي أكثر.
- يكتسب الطلاب من خلال هذه الطريقة مهارة التعاون والإندماج في المجتمع بجانب التحصيل العلمي أو الدراسي، لذلك فهذه الطريقة تُعد الطالب وتهيئة للمشاركة الفعالة في مجتمعه وتعامله مع الاختلافات والفروق الفردية بشكل ناضج.
طريقة التعلّم باللعب
سبق وأشرنا إلى أن طريقة التدريس تختلف تبعًا للمراحل العمرية المختلفة للطلاب، ومن الطرق المسلية بشكل كبير طريقة التعلم باللعب، ورغم أن هذه الطريقة هي الأفضل للمراحل العمرية الأولى وتحديدًا مرحلة الطفولة؛ إلا أنه من الجيد أحيانًا استخدامها في مراحل عمرية أكبر كنوع من التغيير والخروج عن المألوف، وكوسيلة لتجديد نشاط الطلاب وكسر الملل وتنمية المهارات الحركية لديهم.
طريقة العصف الذهني
تتشابه هذه الطريقة قليلًا مع طريقة حل المشكلات، ولكن الفرق هنا هو أنه يتم عرض الدرس بأكمله في صورة أسئلة والسماح للطلاب بالتفكير في إجابات منطقية لها تتكامل معًا لشرح الموضوع الرئيسي للدرس، وهي من أكثر الطرق الرائجة والمتبعة في أغلب المناهج خاصة المناهج العلمية والمواد الفلسفية.
طريقة العصف الذهني تسمح للطلاب بتوسيع مداركه وفتح المجال أمام عقله للتفكير الإبداعي، وتنمية روح الاستكشاف ومهارات التفكير كعالم وغيرها من المهارات العقلية التي يحتاج لاكتسابها باستمرار في مراحل نموه المختلفة.
طريقة التمثيل بالأدوار
يتم استخدام هذه الطريقة في بعض المناهج الدراسية مثل مناهج تدريس التاريخ أو المهارات أو حتى المناهج العلمية التي يصعب استخدام التجارب أو وسائل الإيضاح فيها، ويتم من خلالها توزيع الأدوار على الطلاب وشرح أجزاء الدرس من خلال الأداء التمثيلي لكل منهم لتوصيل المعلومة بشكل إبداعي وسلس.
من أهم مميزات هذه الطريقة تنمية روح الإبداع لدى الطلاب واكتسابهم مهارة توصيل المعلومة بشكل سهل وبسيط وتوضيح أفكارهم بحرية وتنظيم.
طريقة الوحدة
تعرف كذلك بطريقة “مورسن” نسبة للعالم الذي قام بوضعها ضمن طرق التدريس الحديثة، ويتم فيها وضع الطالب في موقف محدد مدروس الأبعاد والمعطيات تبعًا لموضوع كل وحدة دراسية بشكل منفصل، وملاحظة كيفية تصرفه وفقًا للمعلومات والمعارف المتكونة لديه مسبقًا، وتحليل أفعاله وشرح الخطوات الصحيحة التي قام بها والخطوات الخاطئة التي عليه أن يقوم بتصحيحها بتكرار الموقف.
تنطوي هذه الطريقة في جوهرها على طريقة التعلم بالتجربة والمحاولة والخطأ، ومميزاتها أنها تكسب الطالب أساليبًا مختلفة للتعلم والمحاولة بأكثر من طريقة، كما تساعد في معرفة أوجه الضعف لدى الطالب والعمل على تنميتها.
طريقة المشروع
يتم استخدام هذه الطريقة للتطبيق على جزء كبير من المنهج مثل الفصل أو الوحدة، ومن أهم سمات هذه الطريقة أنها:
- تعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق لتقييم التحصيل التعليمي لدى الطالب ومعرفة مواطن القوة والضعف لديه وتحديد الأجزاء الصعبة لشرحها لاحقًا بشكل أبسط.
- يقوم الطالب فيها بإعداد مشروع عرض متكامل لمحتوى محدد ومترابط، ويراعي فيه الطالب استخدام المقدمات المناسبة والمحتوى الثري والتلخيص لأهم نقاط الموضوع بشكل واضح.
- أهم مميزات هذه الطريقة تنمية مهارات البحث والتنظيم لدى الطالب بالإضافة لتنمية مهارات التواصل عن طريق إتاحة الفرصة له لعرض مشروعه أمام أقرانه.
التعليم بالحقائب التعليمية
من الأساليب الحديثة نسبيًا في مجال التعليم، وفيها يتم عرض جميع موضوعات الدرس والأدوات التي يمكن للطالب استخدامها للوصول للمعلومة، وتوفير حرية الاختيار له فيما يخص الأدوات التي يمكنه استخدامها للوصول للمعلومة ما بين وسائل تكنولوجية أو نماذج أو غيرها، ويتم تحديد الهدف الأساسي المطلوب تحقيقه وتحديد مدة زمنية للقيام بهذا النشاط.
من مميزات هذه الطريقة أنها تكسب الطالب حرية الاختيار وتحديد الوسيلة التي تحقق له التعلم دون التقييد بطرق يصعب عليه التعامل معها، كما أنها طريقة قابلة للقياس تسمح للمعلم بمعرفة أفضل طرق ووسائل التدريس لكل طالب وكيفية التعامل مع شخصيات الطلاب المختلفة داخل الفصل.
بشكل عام يمكننا القول أن أساليب وطرق التدريس كثيرة، ويومًا بعد يوم تظهر طرق جديدة بسبب الانفتاح العالمي والتطور الهائل الذي يتبعه تطور الإنسان واختلاف مهاراته، لذلك لا بد من معرفة ما هي استراتيجيات التدريس الملائمة لكل وقت وزمان حسب تحديداته.